روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | كيف تربين.. بلا عصبية؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > كيف تربين.. بلا عصبية؟


  كيف تربين.. بلا عصبية؟
     عدد مرات المشاهدة: 1881        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. جزاكم الله خيرا على هذا الموقع. مشكلتي اني ام عصبيه وااااااايد ويمكن السبب راجع لاني تربيت في اسره كلها عنف وضرب وشتم ومن الذي منه الوالد كان يضربنا ويضرب الوالده

وبعد زواجنا الحين تطلقوا بعد زواج 26 سنه تزوجت وانجبت ولدين الاول الحين عمره اربع سنين والثاني ثلاث شهور

مشكلتي بابني الكبير لما حملت فيه كنت بعصب كثير لاني كنت بادرس وزوجي كان يعصبني ويطغط علي واااايد ولا حقا بالنفاس كمان مريت بحالة اكتئاب حاده وما لقيت حدا وقف جنبي حتى اسرتي

ولولا ان من الله علي واخد بيدي مادري وش كان صار لي وبلضت اضرب ابني من ماكان عمره سنتين للحين وكل مره اقول اتوب واتوقف لكني ارجع واعصب واصرخ عليه على اتفه الاسباب واضربه
بس ولا مره اشتمه او اقول كلام مو لايق\لكني والله اعاني من داخلي ما احب ابني يتربى هيك حتى زوجي مو مساندني بقصة التربيه يشوفها اشي صل تجي بالايام وانا لي مسوتها مهمه وقولي نحن كيف ربانا اهلنا وليكو الحمد لله طلعنا رجال وماشاء الله وعفكره يغيب كثير عن البيت

جزاكم الله خيرا اعينوني على نفسي وضعية ابني بتقطع قلبي صاير عصبي ويصرخ اعطوني طريقه او اي شي اتخلص من لي انا فيه ابغى ابني يطلع انسان سوي وهادي هل فات الاوان على ذلك؟
نسيت اذكر اني مهندسه لكن ما ابغى اشتغل حتى اعتني باولادي ولا عندي شغاله. جزاكم الله خير وجعله الله في ميزان حسناتكم

بسم الله الرحمن الرحيم.

أنت مهندسة ولا تريدين العمل، كي تربي أولادك وتعتني بهم، ولكنك في الوقت نفسه لاتعتنين بهم بالشكل المناسب كما تقولين وترتكبين معهم الأخطاء الأمر الذي يزيد من عذابك وتأنيب ضميرك ويجعلك أكثر توترًا. وربما لو كنت تعملين لكان الأمر أفضل بالنسبة لك ولهم، ولما خفت ضغوطك النفسية كنت أكثر هدوءًا في التعامل مع أبناءك. لكن المشكلة ليست هنا. المشكلة أنك أنت نفسك تعانين من الغضب الداخلي الذي يجد مخرجه في العنصر الضعيف في الأسرة، ابنك الذي لا ذنب له. تمارسين عليه العنف مع أنك تعرفين أن سلوكك خطأ وتعرفين أن هناك بدائل كثيرة يمكن اتباعها لتغيير السلوك، لا مكان للضرب فيها.

يبدو أنك كما تقولين تربيت في بيت فيه الكثير من المشكلات، وكان والدك يضرب أمك وقد أثر فيك كل هذا عندما كنت طفلة صغيرة، لا حول لها ولا قوة ولا تستطيع السيطرة على الأمور من حولها، وربما قاد لديك هذا الأمر إلى كره لاشعوري للرجال، وعندما أنجبت طفلًا ذكرًا انعكس ذلك عليك بحالة الاكتئاب التي مررت بها، وها أنت تعبرين عن كرهك للرجال من خلال صب غضبك على ابنك. وبما أن زوجك لا يتعاون معك كما تقولين فإن هذا يزيد من غضبك أكثر.

لم يفت الأوان هناك دائمًا مجال للإصلاح. حل المشكلة يكمن بيدك. أن تدرسي أسباب غضبك وتعرفي أين مصدره. من المؤكد أن ابنك ليس سبب غضبك وليس سبب مشاعرك. وأن تعاون زوجك أو عدم تعاونه لا يبرر سلوكك وعصبيتك مع ابنك. كذلك ظروفك التربوية والأسرية السابقة ليست مبررًا لسلوكك السيئ الآن، على الرغم تأثيرها إلى حد ما.

سبب غضبك وضيقك أن هناك حاجات في حياتك غير محققة وعليك معرفة ما الذي أنت غير راضية عنه، ما الشيء غير المحقق في حياتك. وعليك قراءة كتب في علم النفس حول التعامل مع الغضب، وفهم الذات وتطوير الذات وتنمية المهارات في التعامل مع الأطفال وغيرها. وعليك التفكير بالعمل وتنمية اهتماماتك الخاصة، وممارسة الرياضة. أي باختصار عليك التفكير بتغيير نمط حياتك وطريقة إدارتها لأنها تنعكس على إحساسك بنفسك ومن ثم على أسرتك.

أما بالنسبة للتعامل مع ابنك فعليك أن تتوقفي عن استخدام العنف والتفكير ببدائل أخرى غير العنف كالحوار الهادئ والحب والحنان والعطف وإشعاره بالأمان والقرب.

فالطريقة الصحيحة هي بيدك. إن كنت تريدين أن يكون ابنك إنسانًا سويًا، فإن الضرب ليس هو الأسلوب الأمثل لهذا وإنما الحب والدفء والأمان والقبول والاعتراف به ككائن. فكري أنك أنت من أنجب ابنك وليس هو من أنجبك، وأنت مسئولة عنه. وفكري إن كان قد نفع الضرب في إصلاح العلاقة بينك وبين والديك أم لا.

هو لم ينجح بل قاد للطلاق. سلوك ابنك انعكاس لسلوكك وغضبه وعصبيته انعكاس لغضبك وعصبيتك أنت. وعندما يشعر بالأمان والحب سيتغير سلوكه. الطريق يحتاج إلى وقت وصبر وإرادة في التغيير، وإلا لن تنفع أفضل الطرق في شيء. تذكري أن ابنك ليس سبب ضيقك ومشاعرك بل أن السبب يكمن في عدم تحقيق حاجاتك وعليك الحديث مع زوجك في هذا. مع تمنياتي بالتوفيق.   

الكاتب: أ.د. سامر جميل رضوان

المصدر: موقع المستشار